‏أهمية زيارة اردوغان

22/04/2024 06:10

( بقلم : الشيخ .. غيث التميمي )

‏لعب ويلعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دورا مهما ومفصليا في المنطقة على مدى عقدين والعراق مسرح الأحداث الأهم والأبرز طوال العقدين.

‏هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة من الأحداث الكبرى على صعيد المنطقة ولدى العراق وتركيا عدد غير قليل من الملفات المهمة مثل المياه والطاقة والتجارة والاستثمار وغيرها، لكن الأهم في هذه اللحظة هو ملف سنجار وحزب العمال الكوردستاني PKK لان حدود هذا الملف تمثل خطوط تماس عسكرية وأمنية في منطقة تشهد صراعات وحروب تحتضن ميليشيات وفصائل وتنظيمات ارهابية يشكلون تهديدا للأمن القومي في المنطقة.

‏ظلال هذا الملف في تركيا وسوريا وايران وهي جزء من محور السلاح العقائدي الإسلامي لجماعات الإخوان المسلمين بقيادة الجمهورية الإسلامية في ايران.

‏أهمية هذا الملف ينعكس على معالجة أزمات كارثية في مناطق سهل نينوى ونينوى وكركوك والسليمانية ودهوك وتفتح الباب لطرح سؤال ضروري حول وضع التمثيل السني في مجلس النواب والالتزامات السياسية تجاه السنة والتركمان وذلك لان الرئيس التركي لعب دورا مهما في تشكيل الحكومة العراقية الحالية.

‏موقف تركيا من الوضع في غزة مفهوم ايضاً هو يدافع عن حقوق الفلسطينيين لكنه يعترف بدولة اسرائيل ويقدم اهم الخدمات الغذائية والتجهيزات اللازمة للجيش الاسرائيلي دون انقطاع أثناء الحرب في غزة.

‏وهنا نفهم أبعاد التباين في الموقف التركي بالمقارنة مع دور ايران وموقفها.
‏تركيا اليوم تختلف كثيرا عن تركيا 2011 وكذلك اردوغان، لذلك فان دور تركيا، بوصفها معنيا بأمن واستقرار العراق وشريك داعم ومساند للعراق لا يجد ذات الصعوبة ثقيلة الظل كما في اجواء الأمس.

‏الأهم في زيارة الرئيس التركي أنها تؤكد حيوية الدولة العراقية في التعامل مع العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية وهو ما يشجع حكومة الرئيس محمد شياع السوداني على مواصلة التحرر من هيمنة الفصائل والمتطرفين والحرس الثوري على القرار السياسي والعسكري العراقي.

‏زيارة رئيس حكومة إقليم كوردستان كاك مسرور بارزاني إلى واشنطن والتي مهدت الطريق لزيارة رئيس الوزراء الاتحادي إلى البيت الأبيض ومن ثم زيارة الرئيس التركي إلى بغداد واربيل تعني الكثير على صعيد الامن الاقليمي وهي مؤشر على أن الدولة العراقية لن تكون وقودا في موقد الآخرين.

‏العراق حاضر بقوة في كل المحافل من القاهرة إلى الرياض إلى موسكو إلى طهران الى دبي وعمان إلى واشنطن وإسطنبول، يناقش الجميع ويبحث عن مصالحه مع الجميع ويحتفظ لنفسه بحق ان يكون له وجهات نظر لا تتطابق بالضرورة مع الجميع ولكنها بالضرورة تهدف إلى تعزيز التعاون والشراكة والاستقرار والأمن والعمل على تحقيق التنمية المستدامة.

‏هذه النقطة قد لا تكون ضمن الأهداف المنظورة ولكنها بالتأكيد من الأهداف غير المنظورة شديدة الأهمية والتأثير على طبيعة المباحثات وما ينتج عنها.

‏التحدي الكبير يتمثل في قدرة الحكومة على المضي قدماً في تنفيذ الالتزامات الدولية وضمان التزام تركيا، اعتماداً على مصالح متبادلة واضحة بعيدا عن لغة الوعود واللقاءات البروتوكولية.
 

All Right Reserved © 2023