اخلدوا بسلام انتم اجمل أغنياتنا
27/04/2024 01:52
( بقلم : غيث التميمي )
عدم الكشف عن القتلة المتورطين في جرائم الحرب الأهلية والطائفية والتصفيات السياسية والاغتيالات، بما فيها جرائم الارهاب الديني والسياسي، يمثل نقطة تحول بين الدولة الشرعية والسلطة المهيمنة والمتورطة، بجميع تلك الأحداث والانتهاكات والجرائم الغادرة.
تحقيق العدالة هو العمود الفقري في مفهوم ألدولة، بالمعنى الدولي للدولة والأكاديمي لمفهوم الدولة، فالدول التي لا تحقق العدالة الاجتماعية لا تملك شرف تمثيل شعبها ولذلك تتجه تلك "الأنظمة" إلى تبني قضايا "اخلاقية" تشغل بها الرأي العام عن الحديث في تحقيق العدالة على شعوبها.
كتبت هذه الحروف وانا استحضر تلك الوجوه التي غيبها "الموت" بسبب الاحتلال والارهاب والطائفية والاغتيالات وجرائم الابادة والقتل المبرر اجتماعيا.
اتخيل اخي سيف الصحفي الشاب الذي لم يكن يفهم او يعرف عن هذا العالم غير الضحك، كان يضحك منذ عرفته حتى يوم استشهد، مغدورا، فقط لانه كان يرفض ان يقال عنه شيعي ولا يدخل مناطق حي العدل السنية، كان يرفض الفكرة ويقول: اني سني اكثر من السنة وشيعي اكثر من الشيعة واني ابن بغداد محد عنده مشكلة وياي.
وهكذا صفاء السراي المملوح الشروكي الشاعر والصحفي والمثقف والحالم والثائر والمجادل وابن ثنوة، هذا الشاب الذي عرفته ضمن شلة من شباب "مدينة الصدر" الذين يجتمعون في مقر "المركز العراقي لادارة التنوع" في شارع فلسطين ويعقدون الندوات والأماسي والملتقيات الثقافية بصورة يومية دون مقابل مالي يكسبونه، انهم مبدعون محبون للإبداع فقط، هذا الشاب صديقي مثل علي رشم، شباب مذهلين ومبدعين، صفاء كان أيقونة "شباب تشرين" الذين اعدموا بسبب التعسف في استخدام العنف ضد متظاهرين مدنيين.
للان لا قصاص يا سيف ويا صفاء ويا علي رشم ويا ريهام ويا عمر ويا عثمان ويا جوني ويا هشام ويا مازن ويا هادي المهدي ويا جلال الشحماني ويا بيشروو دزيي ويا الاف الايزيديين والمغيبين السنة والمسيحيين واليهود والمندائيين والتركمان والشبك والفيليين والشركس وقصص وقصص وأسماء وحكايات وقصائد وأغنيات ولكن الحياة مستمرة وعزاء جميع هؤلاء (ان الدولة التي لا تكشف عن القتلة وتنزل القصاص بحق الجناة، هذه الدول شريك في الجريمة) وهذه قاعدة حقوقية دولية لا تقبل التأويل.
لتنام أرواحكم بسلام، يكفيكم بانهم ملطخين بالعار والدم والفساد وانتم اجمل أغنياتنا.
